بقلم/ احمد الشاوش
مغادرة وفد من جماعة انصار الله عبر مطار صنعاء الدولي على متن طائرة الخطوط الجوية اليمنية الى المملكة العربية السعودية لاداء مناسك اااالحج ، برئاسة اللواء الركن يحي عبدالله الرزامي ونائب وزير الارشاد وشؤون الحج والعمرة فؤاد ناجي وشخصيات كبيرة بموافقة سعودية عليا يأتي في اطار التنسيق والتواصل وقطع شوط كبير من التفاهم والاتفاقات السرية والعلنية والصفقات المبرمة بين الرياض وصنعاء لاسيما بعد التوصل الى وقف الحرب العسكرية والحرب الاعلامية بين الطرفين والمضي في سياسية الهدن الصامتة وتجديدها ووقف خطابات الكراهية وشعارات الحوثيين التي تدعو الى تحرير مكة والحج بالبنادق ، بينما الشعب لم يلمس أي خدمة او يقطف ثمار تلك الاتفاقات الغامضة.

اليوم يدخل وفد انصار الله الى السعودية بعد ان أصبحت العلاقة "سمن على عسل" ، بتأشيرات موافق عليها من الديوان الملكي ، آمنين مطمئنين وبدون رصاص وجُعب وبنادق وزوامل ، متناسين ومتجاوزين في ذروة الفرحة ونشوة الاتفاق فتاوى وخطب ان الحج لايصح في ظل وجود أسرة ال سعود وانتشار الفسق والغناء وسياسة الترفية وقتل وتدمير الشعب اليمني ، مايدعو الى اكثر من علامة تعجب واستفهام.

والمشهد السياسي الاقرب الى الحقيقة اليوم ان زيارة وفد انصار الله الى السعودية يضرب عصفورين بحجر :

الاول يتمثل في أداء مناسك الحج والعمرة كمدخل ديني ودبلوماسي او كما يقول المثل اليمني "صليت لك تقرب".

والثاني ايصال اللواء الركن يحي عبدالله الرزامي القائد العسكري الكبير في محور نجران ، رسالة هامة وعاجلة من القيادة السياسية بصنعاء يداً بيد للقيادة السعودية والجلوس على طاولة أكمال الترتيبات الاخيرة في عملية السلام الثنائية بين صنعاء والرياض .

ولانستغرب اليوم في لغة المصالح وهوى النفس والواقع المر والمتغيرات الجديدة والتنازلات العجيبة وتعدد الاجنحة والولاءات ان يكرر قادة الحوثيون مقولة " شكراً سلمان" ، كما أطلقها قادة حزب الاصلاح ليس حباً في الملك سلمان اوولي عهده محمد بن سلمان ، وانما حُباً في الحصول على الدعم والمال والسلاح والمناصب والاغاثة والسيطرة على مايسمى الشرعية المشلولة التي أصبحت في أضعف حالاتها ولا تملك من الجمهورية سوى الاسم و26ثورة سبتمر سوى قراءت الاهداف واليمن البيرق.

المواطن اليمني اليوم بحاجة ماسة الى توفير الخدمات وصرف رواتب موظفي الدولة والشروع في المصالحة الوطنية والسلام مع الشعب أولاً ، والسلام مع السعودية ضرورة قصوى كما هو متعارف عليه في فن السياسية انه لا صداقة دائمة ولاعداوة دائمة، وانطلاق الحوارات الوطنية الصادقة بعيداً عن لغة التخوين والتبعية والعمالة والارتزاق شيء يبعث على الامل والسعادة

كما ان تقارب كل القوى الوطنية المتواجدة على الارض مع السعودية خطوة ايجابية نحو التنمية والازدهار ولكن بشرط الحفاظ على امن واستقرار وسيادة ووحدة الدولة اليمنية ، وان لايتحول البعض او الجميع الى ملكي اكثر من الملك ومجرد بنادق حماية للحدود السعودية على شاكلة العميل سعد حداد في جنوب لبنان.

أخيراً .. حج مبرور وسعي مشكور ونامل ان تكون الزيارة الى السعودية فاتحة خير للشعب اليمني وليس مصلحة لفصيل او جماعة او قوة على حساب الوطن والشعب..

مالم فأن لسان حال الشعب ستردد المثل اليمني " حج ولقاط مسابح" والله من وراء القصد.

حول الموقع

سام برس