بقلم/علي عباس الاشموري
من بعيد.. رأيته.. توهمت.. انه قد مات... كان يحاورني بيديه . ويدعوني اليه لكنه كان يمضي.. سريعا....

على مهلك يا اخي..

فانا لا اجيد لغة الاشاره ...هيييه انا اسمعك . اسرعت اليه.. وظليت اجري خلفه لالحق به....ولما التقينا..وقربت منه خطوات ..
تراجع قليلا

ومن بعيد قال لي .. ياخي ياعلي.. ((لاخوف على اخيك )) فالعظماء لايموتون.. فانا معكم وفيكم
.....
فقلت كيف ياخي؟؟..

فنحن قد شيعناك وحضر المئات ؟..
الصلاة عليك؟ وتم دفن جثمانك الطاهر ..الى جوار المرحوم ابي ..والى جوار الشهيد المرحوم عبد الكريم اخي.. وعمي حسين وعماتي رحمهم الله وغفر لك ولهم جميعا ....

لقد امتلاءت الساحة بالمصلين واكتضت الدياوين والاحواش بالمعزين
اسبوعين ؟؟
نعم اسبوعين وانا استقبل العزاء بالمئات.

نعم لقد حضر المئات من محافظات عمران وحجة وصعدة والمحويت وذمار / حضر اصحابك وزملائك واحبابك.. للعزاء.. لقد حزن عليك الناس حزنا شديدا.

وافتقدتك جبال الاشمور ووديانها.... وحضر لتقديم العزاء معارفك واصدقائك من كثير من كل القرى المجاوره ومن معظم المحافظات ..حني في حضرموت ..اقاموا لنا لك اخوه اعزاء واقربا وزملاء خيمة عزاء لك تلقوا فيها العزاء ..وقرئوا عليك الفواتح والايات ...في اقصئ شرق اليمن ..يالها من مكانة عظيمه .....

بكوك وبكوا لفراقك الكثير حزنا . وتالمت حتى النساء والاطفال والشيوخ.. ..

قال ذاك هو رصيدي ياخي.. وستعلمك الايام..
واختفى .... ،،،،،

كانت ثواني او دقائق تمنيت ان تطول ..كان حلما.. جميلا..

انتهى..

كنت اعتقد واظن ان الموت هو آخر محطه في حياة وحضور وواقع اي بني أدم (إنسان )،،..لكني علمت ان الموت في حياة البعض ماهو الاً (مرحله)تمثل انتقال فقط..من حياة الحاضرين في (الدنيا) ..الئ سجل الخالدين

وصحيح ان الموت هو الحقيقه الوحيده.. وان الحياة هي الاستثناء.. فاعمارنا تتناقص تدريجيا لتنتهي بالموت.. لكن الخالدون ، والخالدون.. فقط.. لهم في الحياه قصص ..وموتهم شان أخر.. فالخالدون هم شموع مضيئه، احترقت لتضيئ دروب الحياه .. ولتوضح معالم الطريق للناس..

فحين نستعرض حياة اخي محمد عباس( رحمة الله عليه) وغيره ممن سبقوه من الخالدين..
نجد ان حياتهم وسنين عمرهم كانت ملكا للناس( مجتمعاتهم او شعوبهم )

فحياته (رحمه الله) كانت عباره عن مصفوفه من المهام التي تصب في خدمه للناس تُرجُمت الئ مشاريع خدميه ومنجزات حيويه ومحاضر ومواقف ومعاملات واوراق كلها خاصه بمتطلبات البلاد ومشاكل وقضايا العباد ..
حتى ان اسرته ربما كانت آخر من يستفيد من جهوده ووجوده ..ان لم يحملها تكاليف ومصاريف التنقل والمعاملات اللازمه للمتابعه والمراجعه .. في خدمات البلاد وقضايا الناس....

فقد كان فارس التنمية في السلام.. ومجاهدا في جبهات العزًة والشرف لمواجهة العدوان الغاشم .. وانه قد افنى حياته لخدمة الناس ، في مشاريع مياه ، ومدارس ، ووحدات ، صحيه وطرقات ، ومنجزات هي الان موجوده . لذلك فهو حي ببصماته.. في كل التفاصيل. وموجود بحسه في القلوب. وحضوره في عقول الناس . في كل قريه وكل مشروع تابعه وانجزه..

وعن حياته وسلوكياته واخلاقه ورجولته ومواقفه .. فلا اعتقد انه قد يختلف اثنان.. ان قاموس حياته . لم يكن يحوي سوى مفردات الاخاء والوفاء والنقاء والوضوح والتسامح والمشاريع والمراجعات والمعاملات. والاتصال والتواصل والتواصل فيما ينفع الناس ..

وعن علاقته بالناس وتعامله فقد مثل الاخوة بكل معانيها، فكان الاخ المخلص للجميع وجسد الصدق والصداقة في اجمل صورها وكان الصديق الصدوق والصديق وقت الضيق لكل من احتاج اليه ...

وكان اليد الرحيمة التي تخفف آلام الناس وتخفف معاناتهم ..حيث كان قريبا جدا الى قلوب الناس ملامس همومهم وتفاصيل دقيقه من كل مشاكلهم ..لانه كان جزء من تلك التفاصيل.. فلا يحضر المرض او المشاكل والاختلافات وتي مناسبات الا وهو الحاضر الاول فقد عاش اوجاعهم وشاركهم همومهم كاحد ابنائهم...

واتذكر ان من بكو عليه وتالموا لفراقه وذرفت عيونهم دموعا واعتصرت قلوبهم دما ،حزنا عليه هم المستضعفون والارامل والايتام.. وهذا يعكس الحب الكبير والحزن لفراق ومكانة من فقدوه .. ادعو الله ان يكتب ذلك في ميزان حسناته .

وعن التسامح ومواقفه من ناس كانوا من كانوا يختلفون معه او يخطئون في حقه وكذا جهوده الحثيثه في اصلاح ذات البين فحدث ولا حرج ....

فسبحان الله مااحلمه على الناس بقلبه الكبير واتساع صدره وصبره وتحمله ، فقد كان مدرسة بل اكاديميه اعجز عن وصفها..وببساطه كان سلاما وتسامحا يمشي علي الارض وقد جسد مواقف وضرب امثلة في هذا الجانب لا احب ان اذكرها حتئ لايضيع اجره .وعلئ اساس ان فيها خصوصيات للناس.. وانها ماضي وانتهئ..

و يشهد الله انني قد سمعت من البعض اثناء استقبالي للعزاء وجلوسي مع البعض عن مواقف اخوية ونماذج نادرة من الوفاء والرفعة والرقي في التعامل .. وخدمات ومبادرات انسانية.. استمعت الى بعض منها فابكتني وذكرتني بحجم خسارتي حين فقدت هذا الاخ الكريم وهذا الانسان الاصيل.. فمن يحمل هذا القلب الكبير والمشاعر واللمسات الانسانية العظيمة.. فبالتاكيد بان رحيله يعُدخسارة على الجميع .

سمعت عن تلك التفاصيل واشهد لله انها مبادرات ترفع الراس وانها تدفعني ليس لكتابة مقال او منشور ..انني اريد تاليف كتاب لولا ان المجالس بالامانة لتشرفت بالافصاح عنها ...فقد كان رحمه الله وغفرله ببساطته المعهوده وتواضعه محبا للناس صغيرهم وكبيرهم ..

ملازما لهم وحاضرا وبقوه في مناسباتهم يشاطرهم افراحهم واحزانهم .. وشريك للناس في قلوبهم ومشاعرهم.. وفي صحتهم وفي مرضهم..فكما كان بلسما للجروح والاوجاع فقد كان الساعي بين الناس في الخير والسلام واصلاح ذات البين والعلاقات والنسب حيث كان الاخ.. الشقيق... للجميع.. والصديق الصدوق الناصح المحب لكل الناس.. والجميل انه كان يحسن اكثر لمن يختلفون معه او يتخذون مواقف تجاهه ...

وكان الامين في مجتمعه المؤتمن في عهده ...الصادق في قوله وفعله... لذلك فانه قد حظي بحب الناس وملك قلوبهم..

لذا فان بكاء الرجال والنساء عليه وذريف دموعهم عليه وترحمهم عليه قد عكس المكانة الكبيره والمشاعر الفياضه التي يحملونها

وان هذا الحب وتلك المشاعر الجميلة هي رصيده الحقيقي وراس ماله الذي اثمره حبه وحلمه وتواضعه وحسه المرهف واسلوبه الابوي في التعامل مع الناس وهو ماسيحصده عند ربه باذن الله بدعائهم له ، وترحمهم عليه ،وان هذالحب الكبير وتلك المشاعر.. رصيد كبير وغالي ..وهي وحدها سببا للذكر الطيب الذي سيبقيه حيا (خالدا)في القلوب...

ومن المعروف عنه انه لم يترك اموالا ولا عقارات وانه لم يستغل عمله كعضو للمجلس المحلي ..ومكانته بين الناس لجمع المال . وانه قد عاش شريفا ..ومات مجاهدا ... وان كنزه الحقيقي كان حب الناس وخدمتهم .. وراس ماله الذكرى العطرة والسيرة الطيبة ومواقف مشرفة تعكس معادن الرجال الاصيلة..

واليوم فقط استطيع القول انه قد ضرب امثلة وسطر دروس في الرجولة والقيم ومشاهد اتمنئ ان تتكرر من الوفاء والشهامة..
باعتبارها نماذج. من السلوكيات الجميلة والاخلاق الرفيعة. والتي ستظل احاديث للناس وفيها من العبر والقدوة مايجب ان يسجله التاريخ ويخلًده باحرف من نور .

وان حياة الانسان مهما بلغت ..فنهايتها ومآلها الى الموت وامواله مهما تعاظمت وزادت ستنتهي ويفقدها وقوته مهما كانت هي مؤقته.. فالبشر نهايتهم الموت.. ولا يبقى الًا الاثر.. الطيب في النفوس ..الى ماشاء الله..

لذا فانني على يقين بل واجًزم بإنً قلوب البشر هي صناديق مقفلة، بل خزائن وفيها من الخفايا والاسرار والمشاعر الصادقه والعلاقات مالا تستطيع اقلامنا التعبير عنه ،وانه لايسخر القلوب للناس الًالله سبحانه.

ولايجيد التعامل مع الناس والدخول الى قلوبهم بهذا الشكل الا الصادقون والانقياء الثابتون على المبادى..

وانها اي ((القلوب))قد جبلت على محبة من يصدُقها من الانقياء والاوفياء ، وان القريبون من قلوب الناس ، هم فقط اصحاب القلوب الرحيمة.. والقيم النبيلة والسجايا الكريمه والنوايا الصادقه.. من يقضون حاجات الناس ويخدمونهم في كل الظروف.. ويشارونكهم مشاعر الاخاء والوفاء بموده واخلاص ...وهؤلا هم الخالدون ،،، فاحفظوهم واحتفظوا بهم.. واحتفظوا بتاريخ من مضئ منهم...ولا يغرنكم او يغرر عليكم.. مجتمع الماديات.. والاكترونيات..واحفظوا وعلموا اولادكم.. دروس ومواقف ووصايا الخالدووون.. الصادقون.. وتاكدوا ان الخالدون لايموتون.

يعيش الانسان ايام وحياته تاريخ. .. وهل نحن الاً ايااااام ..و ما اعظمه من تاريخ .

فالعظماء فقط يحفظ ويخلًد تاريخهم الله سبحانه ويفاخر بحياتهم واخلاقهم ومبادئهم الناس والاجيال وان مماتهم ، ماهو الًا بداية لحياة جديده وعوده حميده لتاريخ اكثر اشراقا ..
انه الحب الكبير ..

رحم الله الشهداء والخالدون ..واسكنهم فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسًن اولئك رفيقا .

حول الموقع

سام برس