بقلم/ احمد الشاوش
أهلي صنعاء امبراطور الكرة اليمنية الذي ذاع صيته في الافاق يحمل اليوم ألف قصة من قصص الفشل الاداري والافلاس المالي والاحباط وتعدد الولاءات وصراع الاجنحة والتكتلات التي يمارسها عدد من المعتقين والمتنفذين من قليلي الخبرة والكفاءة بوعي وبدون وعي ، مايدعو الى طرح أكثر من علامة تعجب واستفهام.

يتحدث السواد الاعظم من الرياضيين وفي المقدمة نجوم ومشجعي ومحبي النادي العريق الذي ذاع صيته في الآفاق وتُوج بالانتصارات والبطولات والكؤوس والميداليات على مستوى الداخل والخارج ، بكل ألم وحسرة.. كيف انقلبت أحوال القلعة الاهلاوية الى هذا المستوى المتدني وشارفت على" الافلاس" ، رغم الامكانيات الكبيرة والدكاكين والمحلات والصالة المؤجرة التي تدر أموالاً كبيرة؟.

كما يستغرب الكثير من أعضاء ونجوم وعشاق امبراطور الكرة اليمنية ، كيف تحول النادي الاسطورة الذي يضم مجلس الشرف والمجلس التنفيذي كبار المسؤولين ورجال الدولة والمال والاعمال والشخصيات الاجتماعية من أقتراض أثنين مواطير كهربائية للنادي والعجز عن الوفاء والوصول الى المحاكم

والحقيقة التي لابد من طرحها وإن كانت محرجة ومؤلمة جداً ، علينا ان نتساءل ماهو الذي دفع ادارة النادي الاهلي الرياضي والثقافي الى تأجير جزء من النادي الى قهوة ومكان للعب "البطة" و"الدمنة" و"الكيرم" وغيرها من الالعاب التي تعكس نشاط سلبي وصورة غير موفقة لدى أعضاء النادي والزوار والضيوف..

يتحدث الشارع الرياضي بصنعاء اليوم عن الصدمة مما وصل اليه حال النادي الاهلي ، متسائلين بكل شفافية الى أين تذهب ايجارات المحلات والدكاكين والصالة والمطعم والقهوة والدعم من هنا وهناك وأين يتم انفاقها ولمن وهل تتم وفق النظام بعيداً عن المجاملات ، وهل هناك آلية ولائحة مالية لتنظيم الصرف وهل هناك موازنة للنادي وكم اجمالي الايرادت والنفقات السنوية ..

كما يتسائل البعض من أعضاء النادي الاهلي والاعلاميين لماذا ادارة النادي لاتهتم بلاعبيها ونجومها لاسيما الحالات المرضية التي أقعدها المرض وأثارتها وسائل الاعلام ولاتأتي الا في الوقت الضائع ؟.

وهل يُعقل أن نجوم ولاعبي النادي الاهلي ، بلا غرف ملابس وخزنات للتغير أثناء المباريات والتدريبات وان صاحب مطعم يقوم ببناءها ، وهل من المعقول أنه لاتوجد صالة مخصصة للاجتماعات ، كما شاهدنا في بعض الصور عدد من الشخصيات والقيادات والاعضاء على الارض.

وهل يُعقل أن تُسند مهمة ومقاولة وبناء غُرف تبديل الملابس من قبل صاحب المطعم " الدائن" الذي يبحث عن فائدة مقابل البناء والاشراف " بدلاً من أخذ القرض وتكليف الادارة لجنة أو اشخاص للبناء والاشراف بأقل التكاليف وأفضل المواصفات والاسعار؟.

من الغريب ان يتحول مدخل النادي الاهلي الى فرزة للدراجات النارية والسيارات والعمل العشوائي.. ومايدعو للتندر ان ادارة النادي الاهلي لم تُكلف مهندس أو مشرف من طرفها للاشراف على زرع أرضية الملعب من قبل المنظمة التي قدمت المشروع ، بحسب مانما الى علمنا بينما قانوناً كان لابد من اشراف النادي.

لسان حال الكثير من الرياضيين يؤكد أن مجلسي وادارة أهلي صنعاء دخلت مرحلة العجز والعقم والشيخوخة والاحتضار ، وانها بحاجة الى عملية تجميل وتحديث مثلها مثل الشرائح الالكترونية بأفساح المجال واعطاء الفرصة للشباب المتدفق عطاء بدلاً من الاهمال والدعممة واللامبالاة والصرفيات التي أثرت على سمعة النادي وحولته من نادي الاغنياء الى نادي الفقراء!؟.

والحقيقة ان العمل الجماعي مُثمر وأن عقلية الرجل الواحد غير مجدية في ادارة نادي عريق بحجم ومكانة وريادة ومنجزات اهلي صنعاء ، كما ان استدعاء النادي الاهلي الى القضاء للوفاء بمبلغ 7 آلاف دولار ، قيمة أثنين مولدات كهربائية لمؤسسة جمعان فضيحة ويعكس الفشل الاداري والمالي وغيبوبة مجلس الادارة الذي مازال خارج اطار التغطية.

كما ان حالات التضخم أستنزفت موارد النادي بعد ان تحول النادي الى أشبه بضمان أجتماعي للبعض وأسكات الاصوات المرتفعة للبعض الآخر ، ومن الطريف جداً أن يتحول مجلس ادارة النادي من التجار والاغنياء الى موظف يتقاضى أجراً مقابل منصبه الشرفي ، رغم ان العمل تطوعي كون النادي يتبع منظمات المجتمع المدني!!؟.

والسؤال الذي يطرح نفسه في ظل الحديث عن أفلاس النادي الاهلي ، ومطالبات مؤسسة جمعان بحقوقها، هل يتم تأجير المحلات والدكاكين التجارية التابعة للاهلي بحسب أسعار الزمان والمكان ومساواة بمحلات البيوت والمباني المجاورة ام أن هناك خلل في قيمة الايجارات وتهاون في إبرام العقود القانونية؟ ، كما ان استقالةالمدرب محمد النفيعي وفريق نادي الاهلي متصدر تحمل أكثر من لغز في دهاليز النادي الاهلي وأجنحته بحسب ماتم نشره في وسائل الاعلام.

وبعيداً عن تصيد الاخطاء وعملاً بالحقيقة التي الهدف منها النقد البناء وملامسة الجرح ولفت نظر قيادة الاهلي ، أعتقد جازماً ان من تحمل مسؤولية في النادي الاهلي على مستوى مجلس الشرف والمجلس التنفيذي وادارة النادي قدم عصارة جهدة وخبرته ووقته وعلاقاته في خدمة النادي والرياضة ، إلا ان صراع الاجنحة والتكتلات والمصالح الضيقة وقلة الخبرة أدت الى الفشل والتذمر ونشر الغسيل.

وماهو أغرب من الخيال ان يكون رصيد النادي الاهلي بطولة وعرضة 3 آلاف دولار فقط في بنك اليمن والكويت ، بعقاراته ومحلاته ودكاكينة وصالته المؤجرة بينما رصيد صاحب كافتيريا أو قهوة وردة أو بسطة لبيع الخضروات والفواكة قد يتجاوز ذلك بكثير وان لم يكن في البنك فعلى الاقل بالمغل او الخزنة!؟.

أخيراً .. أهلي صنعاء بنجومه ولاعبيه واعضائه ومشجعية ومحبيه وعقاراته وداعميه ومنجزاته ومسؤولية الشرفاء سيظل الافضل في عالم الرياضة اليمنية بتاريخه المشرف وبطولاته العظيمة وانتصاراته الرائدة وسمعته الفُل .. ولكن من المعيب ان يظل مكاناً للدمنة والبطة والكيرم ، وبديلاً عن النشاط الثقافي او على الاقل عمل صالة محترمة للشطرنج على غرار نادي ضباط القوات المسلحة ايام اللواء محمد الثلاثاء رحمة الله عليه الذي جعل من النادي قطعة من الجمال المزين بالورود والزهور والاشجار الخضراء والمثمرة والصالات والكافتيريا والحلويات والمطعم والنظافة وصالات تنس الطاولة والسلة التي كانت عنوان للادارة الناجحة.

الجميع يأمل الخروج من الوضع المحرج والتخلص من الاجنحة والتكتلات والزُمر والشخصيات المعتقة التي أصبحت أشبه بقادة الاتحاد السوفيتي سابقاً في مناصبها مثل الشلك الامريكي وعكست صورة سلبية عن النادي ، دون وعي.. فالمسارعة بالاعلان عن انتخابات جديدة وفقاً للقانون واللوائح والانظمة لتهدئة الخواطر وتجديد الثقة واحترام رغبة الجمعية العمومية ، ومشاركة وتصعيد الشباب عبر صندوق الانتخابات الذي سينتج عنه ضخ دماء جديدة الى جانب خبرة الرعيل الاول تُعيد للنادي حيوته ونشاطه وبرامجه الثقافيه وريادته وانتشاله من الافلاس وعقلية الدمنة والكيرم والديون وجرجرة المحاكم والعودة به الى المكانة الرفيعة والانجازات المبهرة التي نُحتت في عيون وذاكرة كل يمني والانطلاق نحو المستقبل المنشود بالدماء الجديدة .
shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس