بقلم/ محمود كامل الكومى
تمر الأعوام تطوى الصِحَاف بما فيها من دمار وحروب بفعل وحوش الإنسانية , واستغلال الانسان لأخيه الانسان وقهره ماديا واجتماعيا والسيطرة عليه نفسيا , وارتفاع حد السادية عند مافيا رجال الأعمال بتجويع الفقراء والمساكين وقهرهم بالفقر والجهل والمرض وتكبيل حريتهم خلف الأسوار بالقيود خوفاً من ثورة المطحون. رياح وزلازل وبراكين تثور وأعاصير ,بفعل الطبيعة المتوحشة وما تخبئه من موت ودمار ومدن تزال من الوجود ,وتستقر تحت الأنقاض وانحسار لليابسة واتساع رقعة البحار والمحيطات والصراع على ندرة العذب من مياه الأنهار .

وأخيرًا ومع غروب ضباب العام 2023 , وبزوغ ضباب 2024 أشد حلكة من سابقة يلوح العار والشنار يُردى من تدثر بمشاعر أنسانية ولم يحرك ساكنًا , وهو يرى آلة الدمار الصه يونية تستعيد جرائم النازية وتُطَوِرها و تتعداها وتتخطى جرائمها المحددة , وتتفوق , تبدع جرائم إبادة للبشر والحجر والزرع والطفل الذى فى أحشاء أمه يحاول أن يُطل بالنظر.
كان شارون وهو يضع خطته يعي انها ليست لعام سيمضي أو لعام أت إنما وضعها تتسربل على كل الأعوام وتصير كأنها القضاء والقدر .
خلعت المومس الشمطاء بتل أبيب برقع الحياء وعلى النظام الرسمى العربى فرضت محتواه" أن لا يكون الأمن الحقيقي لإسرائيل تجاه الخطر العربي باستعمال القوة فقط ، فهي تقدم حلولاً مؤقتة ، أما الأمن الحقيقي لإسرائيل فلا يكون إلا بوجود تناقضات تصل إلى حد العنف بين الدول العربية ، مما يؤدي إلى التخلي عن العداء لإسرائيل كأولوية. أي أن الواقع العربي الراهن نموذجي بالنسبة لأمن إسرائيل دون أن يكون معنى ذلك بالضرورة أن إسرائيل أسهمت في إيصال العرب إلى هذا الواقع البائس" – والتهمها النظام الرسمى العربى , وسكنت المومس الشمطاء فى تل أبيب بين أحضانه تداعب خصيانه , فصارت العشيق , وصار الصديق هو العدو المقيت , وصار الضحية الأقصى والكنيسة السنية , وشعبنا الفلسطيني في الضفة والقطاع يباد , وأطفاله توشم اسمائها على الزنود تستقبل الشهادة والوجود الأبدي في الجنان , لا تستقبل عام آت , ولا ذلك العام الماضى من الكتاب , وإنما هى فى عليين مع النبيين.

أى أحتفالات بعام جديد سعيد ؟!!
أيها القابعون خلف وسائل التواصل الأجتماعى تهنئون .
واى سعيد وجديد وقوات الكيان تصنع نكبة جديدة وتهجير واسع لشعبنا الفلسطيني .
لم يكن هذه المرة تهجير الى خارج فلسطين , وإنما صنيعتها الآن دموية , نازية , همجية , انها تصنع نازحين خارج الحياة.
العزل من الشيوخ والنساء والأطفال تبيدهم جمعا آلة الدمار الصهيونية والامبريالية , والعتاد والمرتزقة من أنحاء العالم الأستعمارى .
عام مضى سُجلت فيه نقاط بيضاء , لشعوب حرة فى أمريكا واسكتلندا وايرلندا وبريطانيا والسويد واسبانيا ,كشفت مخطط الصهاينة وعدائهم للإنسانية , ومزقت يافطة العداء للسامية التى طالما تواري خلفها حكام تل أبيب يخفون دمويتهم ونازيتهم .
عام مضى سجلت فيه حكومات فنزويلا وإيران وجنوب أفريقيا وكوريا الشمالية , كل الدعم لفلسطين , و كانت المقاومة فى لبنان واليمن والعراق , شموع العام المنصرم تضيء للمقاومة الفلسطينية , وتعاضد الكفاح .
وعام آت تصنعه المقاومة الفلسطينية فى الضفة وغزة تلهب فيه صدور العدو وتبيد الأشرار , لتصنع ضوء النهار لعام قادم , وحتى يحين اللقاء مع جنود الرحمن فى غزة وكل فلسطين – وكل مظاهر الاحتفال والبهرجة والتدنى بعام استشهد فيه عشرات الآلاف من شعبنا الفلسطيني وضعفهم جرحى – وجلهم يهيمون فى العراء- هو عار وحرام , ومع العام الجديد يصير الأحتفال بالتطوع بكل غالى ونفيس لشعبنا الفلسطيني , ومع المقاومة الفلسطينية – ومن اجل تحرير فلسطين نسير ندرك معنى العام جديد السعيد .

*كاتب ومحامى – مصرىَ

حول الموقع

سام برس