
بقلم / عادل عبدالله حويس
في زمن تتسارع فيه الأخبار ويبهت فيه الحبر من فرط الاستهلاك يظل للصحفي معاذ الخميسي حضوره المختلف كصوت لا يشبه غيره وكقلم يعرف متى يكتب.. وكيف يكتب ولمن يكتب.
ليس مجرد ناقل للحدث بل راو شغوف يعيش التفاصيل ويعيد تشكيلها بلغة تمزج بين حرارة الانتماء ونبل الكلمة.
من أروقة صحيفة "الثورة" بدأ خطواته الأولى شابا يافعا بعينين تلمعان بالشغف وحلم يسكنه بأن تكون الرياضة اليمنية أكثر من مجرد نتيجة تسجل أو هدف يحتفل به. وبالجد والاجتهاد تدرج في المناصب حتى أصبح مسئول الرياضة في الثورة يرسم فيها خارطة صحفية لا تخلو من الإبداع ويمنحها نكهة خاصة تشبهه.
لكن مسيرة معاذ لم تقف عند حدود الورق. فقد اتسع أفقه ليشمل المناصب القيادية حيث ترك بصمته في الاتحاد العام لكرة القدم عضو في مجلس ادارة الاتحاد وامين عام مساعد ورئيس للجنة الإعلامية وفي الفروسية المدير التنفيذي مؤكدًا بان الرياضة ليست فقط ميدانا للتنافس بل ميدانا للبناء والتنظيم والعمل المشترك.
ولعل القارئ العادي قبل المتخصص يدرك أن لكتابات معاذ طابعا أدبيا خاصا يتوسل بالسرد العاطفي لكنه لا ينفصل عن التحليل العميق يكتب بلغة راقية لكنها قريبة من الروح تخاطب الوجدان وتلامس العقل وتبقي القارئ في حالة دهشة وتأمل.
ليس غريبا على من تربى في أسرة عريقة ورياضية أن يجيد فن التوازن بين المهنة والرسالة وبين النجاح الشخصي والوفاء الجمعي.
فمعاذ الخميسي ليس فقط قلما متميزًا بل إنسانا نبيلا عرفه زملاؤه داعما ومتواضعا وخلوقا يقف إلى جانب من حوله في لحظات الفرح كما في لحظات العسر يوزع المحبة بصمت ويمنح الاحترام بسخاء.
وفي كل محطة من محطات حياته ظل وفيا للقيم التي آمن بها: الإخلاص في العمل والصدق في الكلمة والوفاء للناس.
لذا ليس عجيبا أن يحاط بمعاني الاحترام وأن يصبح اسمه مرادفا للمهنية النزيهة والكتابة الهادفة والتأثير الذي لا يحتاج إلى ضجيج.
إنه معاذ الخميسي الحاضر في ذاكرة الصحافة الرياضية كـ"كاتبٍ" لا يكتب فقط بل ينصت ويتأمل ثم يخط كلماته بضمير حي.. ووجدان يفيض بالمسؤولية.