بقلم/ عماد الدين اديب
لا بد من التوقف بعمق أمام نتيجة فوز المرشح الديمقراطي اليساري زهران ممداني بشكل حاسم بمنصب عمدة نيويورك.
فوز ممداني هو فوز أول مهاجر مجنس بهذا المنصب في التاريخ الأمريكي، وهو فوز أول مسلم، وفوز أول يساري من تيار جناح الحزب الديمقراطي.
فوز ممداني لم يكن فحسب على منافس جمهوري، ولكن كان فوزاً على منافس عريق من الحزب الديمقراطي.
فاز ممداني (34 سنة) على منافسه كومو (67 سنة)، في تسع نقاط حاسمة تعكس اتجاهات جمهور الناخبين في نيويورك.
الكتلة التي رجحت فوز ممداني هي جيل من هو أقل من 40 عاماً من الكتلة الناخبة.
وتؤكد الاستطلاعات والأرقام أن نسبة الحضور في هذه الانتخابات، كانت الأعلى منذ 50 عاماً، أي بمشاركة 2 مليون مصوت في الولاية، ممكن أن يعكس درجة الاهتمام.
التوقف بالتحليل العميق لهذه الانتخابات، يوضح ويؤكد الآتي:
أولاً: رفض سكان نيويورك، والتي تعتبر مسقط رأس الرئيس دونالد ترامب، لسياسات إدارته خلال العام الماضي.
ثانياً: رفض سكان نيويورك، مثل الكثير من المواطنين، لزيادة أسعار الحياة، وتكاليف الغذاء والطاقة، وفوائد البنوك، خاصة في مجال فوائد العقارات.
ثالثاً: رد الفعل السلبي على تأزم الأمور في الكونغرس بين إدارة ترامب والحزب الديمقراطي، ما أدى إلى توقف نشاط الحكومة بسبب عدم الموافقة على الميزانية، ما أدى إلى توقف دفع المدفوعات والخدمات الحكومية، ومنها توقف دعم الغذاء لـ 42 مليون مستفيد من الفقراء.
رابعاً: ملاحظة تحول أصوات ديمقراطية كانت صوتت لصالح ترامب في الانتخابات الرئاسية، ما مكنه من الفوز بـ 6 ملايين صوت على منافسته هاريس، إلى العودة مرة أخرى إلى الحزب الديمقراطي. أهم الأصوات التي عادت للحزب هذه المرة، هي أصوات الكتلة ذات الأصول اللاتينية.
خامساً: لوحظ أيضاً أنه بالرغم من العداء الشديد الواضح في التصريحات ضد ممداني، واتهامه بالتطرف الإسلامي ومعاداة السامية، فإن 33 % من أصوات يهود نيويورك، صوتت لصالحه.
نتيجة هذه الانتخابات، أول وأكبر إنذار لعدم نجاح العديد من سياسات ترامب.
نقلاً عن البيان


























