بقلم / حمدي دوبلة
اعتقد بان آخر من يحق له الحديث عن التهريب والمهربين وعن اجراءات معاقبتهم هو نظام اسرة"سعود" الغارق حتى اذنيه في عمليات تهريب المخدرات والسموم والسلاح في بلدان المنطقة الملتهبة بفعل هذه الممارسات وحتى حول العالم كله.

لقد دأب هذا النظام الدموي الفاسد منذ اعلن عدوانه الآثم على اليمن قبل ثمانية اشهر على التزام الصمت اثر كل مجزرة يقترفها بحق المدنيين والابرياء من ابناء الشعب اليمني الذين فاضت ارواحهم الطاهرة بشكل جماعي وهم في حفلات الاعراس ومجالس العزاء وفي الاسواق الشعبية وعلى الطرقات وحتى وهم في المساجد وفي منازلهم الآمنة بفعل الصواريخ والقنابل التي القتها طائرات السعودية عليهم بكل وحشية وعنجهية غير مسبوقة في تاريخ الحروب الانسانية.

لكن التجاهل والصمت السعودي بعد جريمة قتل طائراتها مئات الصيادين في جزيرتي عقبان وكدمان بمديرية اللحية شمالي مدينة الحديدة الاسبوع الماضي لم يدم سوى خمسة ايام فقط عقب المجزرة ليطل علينا مجددا لسان العدوان المدعو عسيري ليتحدث عن مبررات واهية وسخيفة ولعلها كانت مستوحاة من واقعة ضبط امير سعودي وبحوزته طنين من المخدرات في لبنان بقيمة نحو مليار ريال سعودي وهو يحاول تهريبها الى بلاده..قال هذا المسخ المرتزق بان اولئك المئات من الصيادين الذين استهدفتهم الطائرات وملأت بجثامينهم الشواطئ المحيطة بالمكان ومنعت حتى عمليات الاسعاف وجهود انتشال الجثامين ومعالجة الجرحى من خلال تنفيذ غارات متواصلة واستهداف كل من يقترب من مسرح الجريمة المروعة انما هم متورطون في عمليات تهريب اسلحة لصالح الحوثيين..ومضى يسرد قصة ذلك القارب التقليدي الاسطوري الذي كان يقل على متنه اسلحة وكيف انه تمكن على الرغم من مراقبته الدقيقة من قبل اقمار واجهزة "التحالف" من عبور البحاروالمحيطات وتجاوز الاساطيل والبوارج الحربية الحديثة التي تعج بها المياه الاقليمية وبالتالي الوصول الى جزيرتي عقبان وكدمان والاختلاط بعشرات من القوارب التقليدية الصغيرة هناك قبل ان تستهدفها طائرات البواسل من مقاتلي الخليج ليوسعوا في هولاء الابرياء قتلا وتنكيلا بعد ان دمروا قواربهم ومصادر عيش اولادهم.

لقد بدا لسان العدوان مرتبكا ومهزوزا وهو يسوق هذه التبريرات والحجج الضعيفة لارتكاب هذه الجريمة النكراء على الرغم من ان احدا لم يساله عن السبب في عدم اعتراض البوارج الحربية لهذا القارب المشبوه مادام وقد كان تحت الرقابة والمتابعة الحثيثة ولماذا لم يتم ضبطه او حتى قصفه بالصواريخ وتلافي سقوط هذا العدد الهائل من الصيادين الابرياء ممن هم واسرهم في امس الحاجة للمساعدة ومد يد العون لهم في مواجهة قسوة الحياة وشظف العيش في ظل انعدام مشتقات النفط وماخلفته من تداعيات سلبية على مهنتهم المحفوفة بالمخاطر والمعاناة الدائمة والحرمان المقيم عوضا عن الصواريخ وقنابل الموت والدمار القادمة من الاشقاء وطائراتهم.

لم تحمل تبريرات "عسيري" سوى المزيد من الادلة القاطعة على تعمد العدوان في قتله هؤلاء البسطاء الذين يكدون طويلا في الاعماق للحصول على الاسماك وبيع اجودها في الاسواق السعودية التي ارادت على مايبدو مكافأتهم على هذا المعروف بازهاق ارواحهم وضمان ضياع اطفالهم واسرهم الذين وجدوا انفسهم اثر غارة سعودية عابثة وقد فقدوا من يعولهم والقوارب التي يعتاشون منها..ويبقى السؤال الكبير تُرى بأي ذنبٍ اُستبيحت وتُستباح دماء هؤلاء الصيادين؟؟
نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس