بقلم / أحمد عبدالله الشاوش
عودة محمد بن همام رجل الدولة المخضرم ودينامو الاقتصاد الوطني الى العاصمة صنعاء، قطعت الشك باليقين بأن العظماء والنبلاء نادرون ، في زمن العمالة والخيانة والانحطاط الأخلاقي ، ووضعت حداً للطابور الخامس وكتيبة عبدالله بن أُبي الذي حاول الطغاة نسخ واستنساخ العديد من شخصيات الافك والضلال التي انتهزت فرصة إجازته والجلوس مع أسرته بعد أن غيبته المسؤولية الوطنية والأخلاقية الملقاة على عاتقه والملفات المالية والاقتصادية الحساسة المرتبطة بمعيشة المواطن والدولة وأصبحت شغله الشاغل لعمل العديد من المعالجات الطامحة لفرض حالة من الاستقرار والثبات السعري ، لاسيما بعد أن أفرط العدوان في غيه ووحشيته وفعل مخالبه العابثة والناهشة في كافة مناحي وشرايين الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المرتبطة بعجلة التنمية وغيرها.

ولا نبالغ إن تحدثنا أن عودة هذا الخبير والحكيم الذي يتمتع بقدر كبير من النزاهة والشفافية والحزم جاءت في ظل ظروف استثنائية حساسة ومثلت صمام أمان لإيقاف نزيف المسؤولية وشلل الأمانة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه مع بقية الشرفاء بعيداً عن المن والمتاجرة للولوج إلى سياسة نقدية راجحة تخرج البلد من حالة الركود والتضخم وتسقط الرهانات الخاسرة للفوضى والتآمر .

ولتلك السجايا وذلك النبل والعطاء المتدفق ، ما إن عاد بن همام ليمارس عمله حتى كان الجميع في استقباله بصورة عفوية وحفاوة كبيرة وتقدير لا يوصف لرجل استحق الاحترام وجعل من العمل الشق الآخر للعبادة.. وللاستمرار في الأداء المتميز والايجابي في البنك المركزي وكافة مرافق ومؤسسات الدولة فلابد من تفعيل القوانين واللوائح ووخز الضمير والتحرر من القيود المصطنعة والممارسات الخاطئة والضغوط المدمرة وكبح جماح بعض مراكز القوى العابثة القديمة والجديدة المتمثلة في تجار الحروب والمحتكرين وتوفير بيئة آمنة للعمل ، لترجمة الرؤى والخطط إلى حقيقة وواقع ملموس للخروج من الأزمات المتلاحقة التي تكاد أن تعصف بالدولة وما تبقى من مقدراتها وتدمر المواطن في معيشته.

ولهذا الانطباع الجميل فإن اليمن ما أتزال وستظل تزخر وتجود بالكثير من الكفاءات العلمية الشريفة والعقول الرشيدة والمبدعين في كافة فنون الحياة ، وقد حان وقت العمل كل في موقعه والمشاركة بدلاً من التواري والسلبية أياً كانت الأسباب والمسببات ،وأن قيمنا الوطنية والدينية والأخلاقية تفرض علينا معشر اليمانيين سرعة التسامح والتعايش والتآزر والاصطفاف الوطني لتفويت الفرصة على المتخرصين باليمن من أدران الداخل ووحوش الخارج ، والإسهام في صد العدوان وفك الحصار وتذليل الصعاب والتركيز بجدية وصدق على كل ما يرتبط بمعيشة المواطن وأمنه واستقراره والحفاظ على ما تبقى من مؤسسات الدولة ووقف الفوضى وسحق الخونة أياً كانت اتجاهاتهم السياسية وتجاوز آثار العدوان ، وإذا ما صدقنا انتصرنا وعاد اليمن السعيد.
نقلا عن صحيفة الثورة
shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس