بقلم / أحمد الجارالله
أعوذ بالله ممن يفتري على وطنه, خدمة لأجندة طائفية ضيقة, ونبتهل لله العلي العظيم أن يلطف بنا مما سوَّق له بعض الذين يضللون الناس إشباعا لغريزة الفرقة التي تعتمل فيهم الى حد اعماء البصيرة وإطفاء البصر عن حقيقة سُفك دمها بكل برودة أعصاب بعض النواب في مجلس الامة امس.

تبجحوا بالاكاذيب والمزاعم, وكأنهم يخوضون حرب وجود, زاعمين ان المحققين في “خلية السلاح” اعتدوا جنسيا على متهمين اعترفوا بما كانوا يخططون له, بل تباهوا بذلك, رادين سبب ما زعموه من قمع الى انتماء المتهمين لطائفة معينة, وهذا اقصى الفجور, الهدف منه إثارة النعرات الطائفية, وجر البلاد الى ما لا تحمد عقباه, وكأنهم لم يسمعوا كلام صاحب السمو الامير في نطقه السامي قبل ايام والذي كان واضحا وضوح الشمس, ولم يجف حبره بعد.

هنا لا نتحدث عن اختلاف في وجهات نظر سياسية, إنما عن خروج على مبادئ الدولة التي قامت عليها الكويت منذ ثلاثمئة سنة, واصبحت دستورا منذ 54 عاما جعل المواطنين سواسية, وعلى هذا عاشت الاجيال وعشنا حتى اليوم اخوة ونسيجا واحدا, أَبَعد كل هذه الحقائق يأتي من يأتي ليشعل نيران فتنة طلبا لمصالح انتخابية او خدمة لمشاريع توسعية طائفية يتوهم انها ستكون له جنة عدن على الارض, غير مدرك انه بذلك يدخل الجحيم بأقدامه؟

يتناسى هؤلاء عمداً ان الدولة لا تخاصم مواطنيها, وان المخالف ومرتكب الجريمة كائناً من كان يحاسب وفق القانون, فهل من تفسير لإفكهم غير أنه محاولة مكشوفة منهم للتعمية على الحقيقة, وإظهار الدولة بمظهر الخصم لفئة دون اخرى؟
ما يحاولون رسمه من صورة بشعة للكويت لن ينطلي على احد, فما تمارسه اجهزة القمع الديكتاتورية والمذهبية الايرانية والعراقية لن يستطيعوا إسقاطه على بلد الانسانية والحريات, لانه كما قيل قديما “حدِّث العاقل بما لا يُعْقَل, فان صدّقك فلا عقل له”, والكويتيون الاحرار الاخيار من كل المكونات ليسوا سذجا كي تنطلي عليهم اكاذيب يتفوه بها هؤلاء, ويكفي ان نائب رئيس مجلس الوزراء, وزير الخارجية ألقمهم حجر الحسم.

قال الله في كتابه العزيز”وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”, فاعوذ بالله… أعوذ بالله من الشيطان الرجيم النافخ بآذان بعض النواب, ولهذا نبتهل الى الله تعالى ان يلطف بنا اذ “لا يرى لطفَ الله به إلا مَن أحسنَ النظرَ إلى حكمته وما قدَّره”.
نقلا عن السياسة الكويتية

حول الموقع

سام برس