بقلم / ناصر أحمد بن أحمد الريمي
دخلت الغارات المتواصلة في اليمن شهرها الثامن الآن، ويسمع سكان المدن اليمنية بشكل يومي أزيز الطائرات التي تثير قلقهم، ويعرفون ماذا سيحدث لاحقا، وميض في السماء ثم توقف مقلق ليتبعه دوي انفجارات من جراء إطلاق صواريخ.

ثمانية أشهر وأكثر من عشر دول وبخلاف التوقعات التي رسمها الإستراتيجيون من أن تحسم في خلال أيام معدودة فقط لا غير( !! ) أريد للحرب الداخلية في اليمن أن تستمر لاتزال الاضطرابات تعصف باليمن في الآونة الأخيرة لقد انهار اتفاق انتقال السلطة المدعوم دولياً هناك، ويبدو اقتصاد البلاد في طريقة للانهيار الكامل كل هذا حدث في اليمن، دون أن يبدو أن أحداً من دوائر السلطة في الغرب قد لاحظ حدوثه في ظل تجاهل الإعلام العربي والعالمي العدوان على شعب بأكمله وكأن إبادة الناس في اليمن من قبل طائرات التحالف (العدوان ) لاتستحق الالتفات خصوصا مع أوراق الدولارات التي تمطر في كل مكان حول العالم ليأتي خراجها إلى الرياض صمتا مطبقا ...

ثمن الحرب العبثية المجنونة على اليمن لا يدفعها إلا اليمنيون العاديون الذين لا يدرون لماذا قامت هذه الحرب و من الذي تسببها ...هذه الحرب أذا طالت - وهو ما يبدو ستطول - فستكون من الحروب المنسية فهناك دولاً طالتها حروب طويلة عجز الوسطاء بوقفها فعُدت من الحروب المنسية و تُرك للأطراف المتحاربة بأن تحل خلافاتها بالمزيد من الضرب و القصف والدمار فاليمن لا يعيش في معزل عن جواره ، فتمدد النيران إلى خارج حدود الدولة المنكوبة وارد سيما أن الشركاء في هذه الحرب هم البلدان الجوارية التي تقع على تخومها هذا ناهيك التدخلات من أطرافٍ انتهازية فتزيد النيران أكثر اشتعالا ،و نشوب حربٍ أهلية و تفكيك اليمن ألي دويلاتٍ مستقلة أيضاْ وارد...!!!

وفي ضوء الأزمة السياسية المستمرة حالياً في اليمن من الصعب أن نرى مخرجاً من هذا وللمفارقة، يواصل دبلوماسيون أجانب توجيه التحية للتقدم الذي أحرزه المتحاورون من القوى السياسية اليمنية في عاصمة سلطنة عمان (مسقط ) ومشاورة جنيف (1) البلاد فيما يخص حل الأزمة اليمنية وجمع الأطراف المتصارعة على طاولة الحوار وإشراك جميع الإطراف للخروج بحلول وطنية دائمة وهو الممر الإلزامي للخروج من أزماتنا المتكررة والوصول إلى بر الأمان المؤسساتي على كل الصعد"ومع ذلك تستمر الأمور بالخروج عن نطاق السيطرة على الأرض. الأزمة الإنسانية المستمرة في اليمن باتت تعني اليمن الفقير بالفعل أصبح جائعاً، والتوترات بين الفصائل المتنافسة داخل المؤسسة السياسية اليمنية تشل الحياة ...إنها لمأساة لا يمكن وصفها فاليمنيون تحت طائلة حرب لا ترحم وحصار في البر والبحر والجو بجانب القصف المتواصل تهدر عليها دول الخليج، اغني دول العالم، المليارات من الإيرادات النفطية لقصفها دون إن يؤدي ذلك إلي وصولهم للأهداف السياسية المزعومة، فيجب على لعبة النيران أن تنتهي في اليمن قبل أن تحرق أصابع كل اللاعبين ...ودخان تلك النيران ستصل إلى عيون الكل ..

حول الموقع

سام برس