بقلم/ محمد العزيزي
شدتني المقابلة الصحفية التي أجرتها صحيفة الوحدة الأسبوعية الأسبوع الماضي مع البروفيسور سيف العسلي، وزير المالية السابق، فقد قرأت تلك المقابلة حتى نهايتها، أتدرون لماذا؟ لأن البروفيسور العسلي رجل جريء ويمتلك من الصدق والشجاعة الشيء الكثير ويتمتع أيضاً بسجية الصراحة والعفوية والأمانة في قول الحق ولو على نفسه.

في تلك المقابلة تطرق العسلي إلى أن العدوان السعودي ظالم وعدواني وعدوانه غير مبرر على اليمن وليس من حقه -أي السعودي- التدخل في شؤون بلد عربي شقيق وجار له، جازماً في ذات الوقت أن هذه الحرب لا بد لها من نهاية آجلاً أم عاجلاً وأنها ستحط أوزارها عندما يلتقي المتصارعون على السلطة على طاولة الحوار ويتفقون على تقاسمها وفق البنود التي سيتوصلون إليها.
وذهب البروفيسور العسلي خلال طرحه وإجاباته على أسئلة الصحيفة إلى تشخيص هوس الأحزاب السياسية وشغفها بالاستحواذ والتقاسم للسلطة والثروة والميل إلى التخلص من الخصوم ومحاولة الإقصاء للأحزاب المنافسة من التشارك معها مما يفضي في نهاية المطاف إلى الصراع والاحتراب وعدم الاتفاق حتى مع حلفائهم في ذلك، ودلل البروفيسور العسلي على ذلك بمحاولات حزب الإصلاح المقاربة والتحاور مع أنصار الله في صعدة قبل وصولهم إلى صعدة والذي انتهى بالفشل واتهام الطرف الآخر بعدم الوطنية وعدم الاكتراث لمصالح الشعب والوطن، وأن السبب في عدم إبرام ذلك الاتفاق يعود إلى الاختلاف وعدم الاقتناع بعملية تقاسم السلطة والثروة.

أيضاً مما شدني لحديث الدكتور العسلي حين عرج على موضوع الماسونية الحزبية ووصف حزبه السابق حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) بالحزب الماسوني، وهنا أقتبس مما قال حرفياً “حزب الإصلاح، كنت عضواً فيه وعرفته عن قرب فهو ماسوني الأهداف والتصرفات والنتائج لأنه لا يؤمن بوطن ولا يؤمن إلا بنفسه، وبالتالي فإنه مستعد أن يعمل مع الشيطان من أجل مصالحه وإنني لأشفق على قواعده وقياداته الوسطية”.

هذا وضع أهم الأحزاب الدينية بحسب العسلي فكيف هو الحال بالنسبة للأحزاب الأخرى التي فكرها وأيديولوجيتها في الأصل مستوردة من الخارج ومرتبطة بزعماء افتراضيين أو انقرضوا وما تزال منظماتهم قائمة وتعمل لصالح هذه الأحزاب .. أي الماسونية الحزبية.

إذاً لا يوجد حزب وطني خالص في بلادنا إلا وله ارتباطات خارجية سواءً أكانت هذه الارتباطات فكرية أو مصالح مادية أو سلطوية ومعنوية .. كما أن الماسونية الحزبية التي تحدث عنها الدكتور العسلي تعد كارثية على الشعوب والأوطان لأنها غير مرتبطة بالوطن وأبنائه ومصالحه بقدر ما تكون هذه الماسونية الحزبية مرتبطة بمصالح الحزب والعمالة والارتهان للعامل الفكري الخارجي والارتباط الوثيق للقوى الخارجية على مستوى العالم أجمع، فهذه هي نواياهم ومقاصدهم فكان حصاد المال الأهم والخاتمة للأوطان العربية والمظلوم أهلها.
نقلا عن صحيفةالثورة

حول الموقع

سام برس