بقلم / عبدالرحمن بجاش
قلت لصاحبي : كيف حالك ؟ ابتسم في وجهي وذهب , التقيت بالثاني سألته نفس السؤال : لم يعرني سوى : اهلا , واستمر يعدو , الى اين ؟ لا احد يدري في هذا البلد الى اين !!! . في هذه اللحظه يتساوى اليمنيون من اولهم الى آخرهم في الوجع والشعور بالضياع الا من ..........!! , حسنة ما يحدث ولا يزال ان سكان الحي عرفو بعضهم , فمن كان يمر بسيارته على كل شيئ , ويرى الناس والشارع من وراء الزجاج صار الان بفعل الطفش او الزهق او القرف او الملل مباشرة , او بسبب البترول , او بسبب ان احدا لم يعد يتميز على احد الا بالموت ربماصار يعرف دقائق الواقع من حوله !!! . اعود الى سؤال الجار الآخر : كيف الحال ؟ فيسألني : اسألك بالله انت لا تعرف ما هو عليه !!! , قلت صدقني اصبحت مثلما قالها الاستاذ احمد الرعيني برد مكتوب فقط كان له ديباجه : (( حياكم الله لقد اطست )) !! , لذلك قلبت الوجه الآخر للحظه وقلت : لا عاد تكون تسأل !!(( ُكبْ لا شعوب)) على قولة عبد الباري , في نفس اللحظه لمحت كوفية بيضاء نظيفه تتهادى وفوطة بيضاء جميله وووجه بشوش , قلت اذا وجدت ضالتي (( يا سين ابو الخيارات الاستراتيجيه )) , اهلا يا عم ياسين , كيف ؟ قالها : ما فيش فايده , الخيارات الاستراتيجيه تلخبطت , كيف ؟ اسأله ؟ - الدُجٍي اصبحت كتكوت !! , كيف نعمل يا استاذ ؟؟ , قلت : اما هذه فحكايه وحكايه خطيره جدا ان تصغر الدجاجه الى كتكوت , والعمل يا عم ياسين ؟ - عادنحنا في اجتماعات لنحدد خياراتنا !!! . تساوى اليمنيون في الموت حتى المكفوفين , لم يعد احدا مميزا , فاليمني يموت الان بالصاروخ, بالقذيفه , بالشظيه , بالقهر , بالجوع !!! , يكون السؤال : هل وصلنا الى مرحلة اليأس ؟ السؤال موجه الى كل واحد فيكم , وليقل كل منكم اين يقف هذه اللحظه في اللحظه والى اين يصل نظره ؟؟ , اتصل بصاحبي اساله : وانت في الخارج كيف انت ؟ يقولها : ما فيش قات , واكاد اسقط من الضحك الذي هو بكاء , اقول له : الناس تموت جوعا , تموت بكل الطرق وانت تدور قات , قالها : انا هنا اموت على البلد يوميا الف مرة . يقهرك من يكتب لك وسط كل هذا : انت مع من ؟؟ تضحك حتى الرغبة في الموت لهذا السؤال البليد والقاهر , والذي يرميه في وجه الناس كل بليد بامتياز , تجد الآخر يقولها لك : حدد موقفك ؟ تقول له صافعا اياه على وجهه :

من انت حتى تسال الناس هذا السؤال ؟ من الذي خولك ؟ او وضعك في موضع السؤال , فلا تجد الا بلادة منقطعة النظير , يقولها لي صديق عزيز : فلان يسالني مع من ؟ قلت له اصفعه في وجهه . الآن هل بالامكان ان نقول ماذا نريد ؟ من سيحقق لنا ما نريد , نريد سلاما , نريد استعادة انفسنا , نريد استعادة قدرتنا على ان نكون يمنيين وبس . هل يوجد من يسمع همس الناس والصراخ في اعماقهم انهم تعبو؟؟؟؟؟؟؟
.نقلا من صفحة الكاتب بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس