بقلم / علي صالح المسعدي:
يتوقف الزمن دائما, عند معالم له فيها وقفه وله مع ايامها القادمة ميعاد, نحن الناصريون نتوقف عند اياما لنا لا نتكلس وتتقادم عندنا الفكرة, ولا تنتهي العبرة حولها وحول مضامينها, التي احدثتها في مسارها ونتائج حدوثها, والخامس عشر من يناير 1918م يوماً بالنسبة لنا لا نمجد فيه الفرد أو نقدسه, بقدر ما نمجد من خلاله المسار, ونجدد المنهج ونقدسه, اذا نحن اولاء بايامنا لنستمد منها ذلك الضوء, والعبرة لمواصلة مابدئناه, ونسعى لتحقيقه وتحقيق مبادئه, وبلوغ مقاصده, ففي اليوم ذلك أطل على الدنيا مولود للمواطن "عبد الناصر حسين" من بني مره في صعيد مصر والموظف في ادارة بريد الاسكندرية.

كان يوما عادي عند كل أسرة مصرية عربية, ولكنه عنده يوما اخر وميلاد جديد سمي المولود "جمال", تيمنا بجمال ميلاده وربى وطنه وجمال روحا حلت بميلاده في بيت عبد الناصر حسين .

لقد اصبح ذلك المولود وهجا لميلاد امه وتجديد لمسارها في القرن العشرون, كما هو مسارها منذو المسار النوراني الذي ارسل به نور الأمة وضياءها الرسول الكريم "محمد ابن عبداللاه عليه افضل الصلاة والسلام" ثم تتابع من خلال خلفائه الراشدين, ومن سار على نهجهم حتى يومنا هذا من اعلام الامة وعنواين شموخها والحفاظ على بقائها.

كثيرا يتحدثوا لماذا العرب والمسلمين بل والدول الناميه تحتفل جماهيرها بذكرى ميلاد جمال عبدالناصر ؟ ونحن نقول لهم ان ذكرى جمال عبد الناصر بالنسبة لهولا الذين مثل لهم ذلك جموح منهجهم وحلم تطلعاتهم, فالعرب يحتفلون لانه وبكل حقاً وجدارهً, رائد التحرر العربي, بل ومحققه في المنتصف الثاني للقرن العشرون, في التحرر من الاستعمار والتبعيه للاجنبي, اما الامه الاسلاميه فقد كان جمال عبد الناصرهو القائد المسلم الذي وقف في صف القضايا العربية والاسلامية, ففي عهده جمع شمل الأمة الاسلامية من خلال تكوينات سياسية اسلامية مثل منظمة المؤتمر الاسلامي, وكان اول من انشاء اذاعة للقران الكريم, ووزع الدعاة والمرشدين الى مختلف بقاع العالم الاسلامي وانشاء مدينة البعوث الاسلاميه لرعاية ذلك, تاهيلاً ودوراً مكلفين به لخدمة الاسلام, وكان الرائد لذلك وتبعة الاخرون وواصلوا مابداءه.

اما الدول النامية فهو صاحب فكرة حركة دول عدم الانحياز مع (تيتو- يوغسلافيا) و(احمد سكارنو- اندونسيا ) و(نهرو- الهند) وكل الدول المحبة للسلام.

ذلك هو جمال عبد الناصر حسين, الذي ترجع اصوله العرقية الى قبائل اليمن العربيه, والتي هاجرت مع هجرة اليمانيين الى ارض الكنانة المحروسة, كما يقول المؤرخ اليمني بامطرف في كتابه "اعلاما يمانية" منذو بن خلدون الى جمال عبدالناصر, محققا لشعبه المصري وامته العربية والاسلامية, احلامها وتطلعاتها المشروعة في حياة حرة وكريمة.

افلا يحق لنا بعد ذلك ان نحتفل, ليكون لنا قدوةً ومنهجا ومسارا نحرص على ان يكون في حياتنا السياسية العربية والاسلامية, وصوتا قويا في العالم من حولنا, رحم الله جمال عبد الناصر واسكنه فسيح جناتة والى اياما قادمة اثبتت ماقبلها في صوابية اتجاهه وحكمة منهجه علي طريق بلوغ الامة مراميها لتحقيق اهدافها, في الحريه والعدالة والوحدة, خيار الامة, وقدر مصيرها.


# كاتب وشاعر من مدينة ذمار:

حول الموقع

سام برس