بقلم / عادل حويس
ليست الرياضة مجرد لعبة تلعب على أرض الملعب أو أرقام تسجل في سجلات الأبطال. إنها قيم تتجاوز حدود الملعب تصنع من الإنسان مثالاً للانضباط ..والنبل..والعطاء.
إنها ذلك العالم الذي يلمع فيه الجسد والروح معا حيث الإرادة تصنع المستحيل والنزاهة تتوج جهود الساعين إلى المجد.
ولكن.. ماذا يحدث عندما تدب نغمة الفساد في جسد الرياضة؟ حينها تتحول تلك الساحة المقدسة إلى سوق للمتاجرة بالأهداف وتذويب المبادئ.
فالفساد كالنار تأكل الأخضر واليابس تفسد القلوب قبل أن تفسد اللعبة وتقتل روح المنافسة الشريفة التي هي أساس كل إنجاز.
إن الفساد والرياضة ضدان لا يلتقيان فحيثما حل الفساد غابت الروح الرياضية وتبخرت أحلام الجماهير وتحولت المنافسة إلى مسرح للمصالح الخفية. فالرياضة الحقيقية تبنى على الشفافية والعدل وأي خروج عن هذا المبدأ هو خيانة للرياضة وللمشاعر الطاهرة التي تكنها القلوب لها.
أما أولئك الذين يحملون صفة "فاسدي الرياضة" فلا مكان لهم في هذا المعبد النظيف. فهم كالطفيليات، يتسللون إلى جسد الرياضة ليمتصوا عصارة جهود الآخرين ويحولوا الإنجازات إلى سلعة تباع وتشترى.
وهل يمكن أن يجتمع الفساد مع الإنجاز؟ كلا.. فالإنجاز الحقيقي ثمرة الجهد الخالص والعرق الصادق والموهبة التي لا تعرف سوى لغة الإبداع والنزاهة.
إن الإنجازات التي تبنى على أسس فاسدة هي كالبناء على رمال متحركة لا يصمد أمام اختبار الزمن ولا يترك وراءه سوى الخيبة والندم. فالبطل الحقيقي ليس من يحمل الوسام بيد ملطخة بالغش بل من يرفعه بيد نظيفة.. قلبه عامر بالوفاء للعبة ولجماهيره.
لنكن أوفياء للرياضة فلنحافظ على نقائها ولنحم سمعتها من أي شائبة. لأن الرياضة ليست مجرد منافسات بل هي مدرسة للإنسانية تعلمنا أن النصر الحقيقي هو ذلك الذي يحقق بشرف.
فليكن شعارنا دائماً: رياضة بلا فساد وإنجازات بلا شوائب. فهكذا فقط تبقى الرياضة منارة للقيم.. ومصدر إلهام للأجيال.


























