بقلم/ حسن الدولة
الشهيد اللواء احمد فرج كان قائدا عسكريا من الطراز الرفيع وقدحضرت ذات مرة مقيله وكان في زيارته وفد من التوجيه المعنوي العراقي وبعد نقاش طويل قال لي ضابط عراقي أنه لأول مرة يقابل في اليمن وهو الذي زار كل المعسكرات والقادة قائدا محنكا ومثقفا له شخصية مهيبة كشخصية الرئيس صدام حسين إلا العميد احمد فرج ثم قال لي هذه الشخصيات - يقصد اللواؤ احمد فرج- أما تصعد للقمة او يتم القضاء عليها وقد تذكرت هذه النبوءة يوم ابلاغي بوفاته في حادثة الطائرة العسكرية السمتية الهيلوكابتر .

وفي اعتقادي لو كان حيا في ثورة 11 فبراير 2011م لغير المعادلة لانه كان يحظى بأحترام الرئيس السابق وعلي محسن ويضع كل منهما له الف حساب وتجدر الإشارة إلى حادثة كنت فيها طرفا حيث قدم الي وانا اعمل مديرا لفرع بنك التسليف التعاوني والزراعي بتعز عام 1984م اصدقاء من مشايخ المخاء يقولون انهم يخشون من مجموعة استأجروا محلا تجاريا كبيرا ولهم تحركات مشبوهة قد تؤثر مستقبلا على اهالي المخاء فتوجهت معهم إلى منزل القائد الراحل اللواء احمد فرج واخبروه بالامر فطلب من التحويله توصيله بمدير الامن السياسي العميد حمبد الصاحب وطلب منه ان يجعل المكان تحت المراقبة فقد يكونوا عصابة تهريب او تجسسية...الخ .

وبعد اسبوع وصل المشائخ يقولون ان الامن بدلا من ان يظل المكان مراقبا حصل نهب واستيلاء على محلات صرافة وتجار المدين وتم مصادرة اموال وعملات اجنبية للصرافين واسلحة خفيفة مسدسات وآليات وقاموا بإعتقال التجار والصرافين وانهم لم يتصوروا ان بلاغهم ذلك سوف يتسبب في تلك الاضرار فأتصل القائد بمدير الامن السياسي حميد الصاحب الذي حضر فورا ومعه جهاز مسجلة واسمعه اشرطة تذيع بيانات عسكرية ومارشات وبيانات انقلاب على النظام مدعيا ان تلك المحلات كانت تحتوي على تلك الاشرطة وانه اكتشف ان تلك التحركات المشبوهة هي لجماعة تخطط للانقلاب على النظام فضرب القائد احمد فرج بيده على المكتب وقال له عيب تقول ان ثورة تنطلق من مدينة المخاء ومن اهالي المخاء المسالمين .. هذا كذب وافتراء وعليك فورا يا صاحب ان تطلق سراح المساجين فورا وتعيد لهم كل المضبوطات والمصادرات ما لم فالوجه من الوجه ابيض!!

وفعلا تم الافراج وتسليم بعض المضبوطات فبلغوه القائد احمد فرج بان الامن السياسي لم يسلم كل اموالهم المصادرة فتحرك القائد الى صنعاء ولم يرجع الا وقد صدر قرار بتغيير العميد حميد الصاحب وتعيبن العميد احمد محمد الانسي وتم تسليم بقية الاموال المصادرة،.
واعرف للفقيد موافف لا يتسع المجال هنا لذكرها وهي مواقف عظيمة تدل ان اليمن لم تفقد قائدا عسكريا فذا فحسب بل فقدت انسانا كان نصير المظلومين انسانا بكل ما تحمله الكلمة من معنى وفيا وطنيا صادقا بطلا مقداما لا بخاف فب الله لومة لائم فكم من موقف انياني كان له اليد الطولى فيه وكان نظيف اليد عف اللسان

انزل الله عليه شآبيب رحمته واسكنه فسيح جناته حوار الانبياء والشهداء والصديقين وحسن اولئك رفيقا والحمد لله انه لا يزال حيا بيننا بنجله الاكبر الأستاذ حامد الذي بنى في عهد رئاسته للهيئة العامة للطيران المدني ما بمثل اضعاف ما بناه من سبقوه منذ انشاؤ الهيئة كما انه قام بشراء اراضي توسيع ارضبة مطار صنعاء الدولي وتم تعويض المواطنيبن دون ان يسمح باخذ ريالا واحدا منهم وهي بالمليارات وانا على اطلاع لان كاتب البصائر كان صديقي المرحوم القاضي عبدالقادر محمد زباره طيب الله ثراه الذي قال لي انه لم يكن يصدق ان مسؤلا في اليمن يتمتع بهذا السلوك والنزاهة ونظافة اليد ..

فهذه الصفات التي يتمتع بها الأستاذ حامد فرح التي ورثها من والده فأن ما حققه من انجازات في كل مطارات الجمهوربة دون استثناء هي التي اهلته لمنصب الامين العام المساعد للمنظمة العربية للطيران المدني وقد عمل طوال فترة عملة بنزاهة وشرف واعتبر الوظيفة مغرما لا مغنما وستظل انجازاته شاهدة على ما حققه خلال فترة عمله رئيسا للهيئة العامة للطيران المدني والارصاد فالرحمة لوالده البطل والتحبة والاجلال للاستاذ حامد احمد فرج مد الله بعمره ..

حول الموقع

سام برس